التكيف الزوجي
تصفح المرء كتب علم النفس المتداولة في العادة بين الناس فقد يروعه أن « الزواج » في نظر علماء النفس هو في الغالب « مشكلة »، أن لم نقل «أزمة» (Crisis) ، وذلك لأنه يمثل في رأيهم مرحلة خطيرة في حياة الفرد كمرحلة المراهقة أو مرحلة البلوغ . ونحن لا ننكر أن الحياة الزوجية تقتضى درجة معينة من النضج الجنسي والنفسي ، ولكننا لا نميل إلى التهويل والمبالغة كما يفعل الكثير من المؤلفين في حديثهم عن الأزمات النفسية التي يمر بها المراهقون ، والتجارب الحاسمة التي يعانيها المتزوجون في بداية حياتهم الزوجية . حقا أن « الغريزة » ( ان كان ثمة غريزة ) لا تكفي وحدها لمواجهة الموقف ، كما يزعم أولئك السذج الذين يريدون للطبيعة أن تتكفل بحل مشكلاتها بنفسها ، ولكن من الملاحظ في كثير من الأحيان أن عامل الزمن قد يلعب دورا هاما في تحقيق النضج الجنسي والنفسي الذي تقوم عليه الحياة الزوجية . وليس من مصلحة الراغبين في الزواج أن نصور لهم الحياة الزوجية على أنها تجربة خطيرة
ستلزم استعدادا شاقا وخبرة طويلة ، كأن الزواج مهمة عسيرة لا يمكن أن ينهض بها
الا العارفون ببواطن النفس البشرية من علماء التحليل النفسي ، ولكن ليس من مصلحتهم أيضا أن نصور لهم الحياة الزوجية على أنها نعيم أرضي سرعان ما تنكشف لهم مباهجه بمجرد ما يجد الواحد منهم نفسه في أحضان الآخر ! والواقع أن الشاب الذي سمع الكثير عن أهمية و ليلة الزفاف »، وخطورة « التجربة الجنسية » الأولى في حياة المرأة ، قد يجد نفسه عاجزا في الوقت المناسب عن اتخاذ المسلك الملائم بازاء زوجته ، مما قد يترتب عليه في بعض الاحيان التجاؤه إلى الطبيب من أجل « فض بكارة » زوجته ! والشاب الذي يجهل كل شيء عن التركيب الفسيولوجي لجهاز المرأة قد يجد نفسه في «ليلة الزفاف ، بازاء موقف معقد يستلزم خبرة معينة لا تستطيع « الغريزة » وحدها أن تمده بها ! فاذا أضفنا إلى ه ذا وذاك أن تربية الزوجة الدينية أو الأخلاقية ق د تؤدي بها الى اتخاذ موقف « المقاومة » ، أو الالتجاء الى بعض الأساليب الدفاعية ، أمكننا أن نفهم أهمية و التكيف الجنسي ، في حياة الزوجين باعتباره السبيل الاول الى تحقيق سائر مظاهر التكيف الزوجي الأخرى •
رومانتيكية لا ترى من حولها سوى السعادة والنعيم ، لكي لا يلبثا أن يتحققا من أن الزواج تبعة ج دية وعلاقة اجتماعية ، فلا يكون « شهر العسل » – خصوصا بالنسبة إلى الزوجة – س وى بداية س يئة للتبعات والالتزامات التي ستنطوي عليها الحياة الزوجية العادية من بعد . وأما حينما يسئك الزوجان بتعقل وحكمة في مستهل حياتهما الزوجية ، فان الحقيقة لن تصدمهما فيما بعد، بل سيكون كل منهما على استعداد المواجهة مشكلات الحياة الزوجية بروح واقعية لا أثر فيها للخيال الجامح أو الرومانتيكية المتطرفة
وهنا نجد أن التقاليد الاجتماعية في معظم البيئات ق د درجت على أن تحيط و الزواج بهالة سحرية ، من الغموض والتقديس ، فضلا عن أنها كثيرا ما تلزم المتعاقدين باشهار زواجهما في حفلة عامة تبدو فيها مظاهر الفرح والاغتباط ، مما يترتب عليه في العادة أن يفاجا الزوجان بعد الزفاف بخطورة التجربة التي تنتظرهما ، خصوصا وأن العروس في بعض الأحيان قد تصاب بخيبة أمل شديدة حينما تقارن بين «رومانتيكية ، الحب ، وحقارة التجربة الجنسية الأولى ! ولسنا نريد أن نفيض في الحديث عن هذه الظاهرة المعادة ، فان كتب ع لم النفس الشعبية قد وجدت فيها مادة خصيبة للتهويل والاغراق والمبالغة ، ولكن حسبنا أن نقول أن , التكيف الجنسي ، للزوجين قد يقترن بتجربتها الجنسية الأولى ، فتصاب المرأة بصدمة نفسية ترتبط ہمسائل الجنس ، أو يقع في ظن الزوج أنه مصاب بضعف جنسي نتيجة لسوء تصرفه في ليلة الزفاف . وفي كلتا الحالتين ق د يحتفظ الزوجان لتلك الليلة بأسوأ الذكريات على العكس ما يتوهم الجاهلون ببواطن الأمور ! وهكذا الحال أيضا بالنسبة إلى اشهر العسل ،، فقد يقبل عليه العروسان بروح
تعليقات
إرسال تعليق