الخلافات الزوجية ما هي و طرق حلها

الخلافات الزوجية 
من الأمور التي تزيد من تعقيد الأمر هو عدم إسباغ الوصف المناسب على الطلب، فعلى سبيل المثال تستخدم المرأة لفظ المعاملة بالمثل بدلاً من استخدام وصف جمالي وأقل حدة، فلو طالب زوجة من زوجها أن يسمح لها بالعمل المناسب حتى تستطيع اكتساب الخبرات التي تساعدها في النهوض بالمستوى الثقافي للأسرة وتستطيع تربية أبناءها على الأسس السليمة، في حين استخدمت امرأة أخرى مصطلح العمل مثل الرجل.. أو العمل مساواة بالرجل، سوف نجد أن التعبير يحمل في طياته بعض أنواع الحدة والندية التي تجعل الأمر أشبه بالنزاع أو الطبقية دون داعِ لذلك.. أليس الأمر أبسط من الوصول إلى هذا الحد؟.. فيجب تحلي المرأة بمزيد من الهدوء والتمعن في اختيار التعبير لأن هذا سيكون له نتائج عظيمة في الوصول إلى حل مناسب.. هذا بخصوص تعامل المرأة مع الأمر، أما فيما يخص تعامل الرجل فنجد أن الرجل ينظر للأمر من منظور شخصي يتمثل في شعوره بأن إعطاء زوجته مزيداً من المهام والنشاطات سيجعلها في مرتبة أعلى منه أو منافسة له تجعلها تشعر ببعض الاستقلال الذاتي أو المالي أو حتى على صعيد اتخاذ القرارات، وهذا الاعتقاد السائد لدى كثير من الرجال خاصة في مجتمعاتنا العربية يرجع للفهم الخاطئ لحقوق المرأة والممارسات الخاطئة من بعض النساء اللواتي لم يستخدمن الحكمة في الاستفادة من تلك الحقوق عندما مُنحت لهم، فكم امرأة ظنت أن باستقلالها المالي والمعني تستطيع اتخاذ القرارات بمفردها دون النظر لمصلحة الأسرة، وكم من امرأة أخرى أطلقت بعض الشعارات التي تحمل طابع التحدي والعناد في المطالبة ببعض الحقوق أسوة بالرجال، ومن ناحية أخرى تعود بعض الأسباب لشريحة من الرجال الذين ينظرون للمرأة على أنها كائن غير مكتمل له مهام محددة تنحصر في خدمة الرجل وتلبية رغباته وقضاء احتياجاته مع خضوعها الكامل له عقلياً ونفسياً ومالياً، بل إن البعض كان ينظر للمرأة على أنها كائن معدوم الإرادة تماماً، ولعل هذا ما كان سبب في تطور الخلاف حتى أصبح مترسخاً في الأذهان على أنه قضية لابد فيها من انتصار طرف على آخر.. ولعلنا نجد في البند الأخير ما يساعدنا على إيجاد الطريقة المناسبة لاحتواء الخلاف فهيا ننتقل للحديث عنه..
احتواء الخلاف
بالرجوع إلى طبيعة خلق كل من الرجل والمرأة نجد أنه لم يكن هناك خلافات بالمعنى الذي صار عليه الآن، بل إننا قد نجد صعوبة في التعرف على أي خلاف أصلاً بين الزوجين في بداية الخلق، ولعل السبب في ذلك يكمن أن كل منهما كان يرتدي ثوب الطبيعة التي خُلق عليها ولم يتطرق لأمور أخرى من شأنه أن تنزع عنه هذا الثوب، ثوب الطبيعة الذي يقوم على المشاركة، فالرجل يملك القوة والجهد، والمرأة تملك الصبر وتسيير أمور المنزل وحسن أداءها للمهام المنزلية وتملك القدرة الفطرية على تربية الأطفال، وعندما تستطيع المرأة مساعدة الرجل في مهامه لا تتردد ولكنها لم تكن تنظر لتلك المساعدة على أنها حق لها أسوة بالرجل، بل كانت تظنها واجباً في حالة احتياج الزوج لها.. أليس هناك فرق في العقلية؟ ومن ناحية أخرى كان الرجل لتلك المساعدة بشيء من الامتنان والتقدير وهذا ما يزيد من التآلف والمحبة بينهما لأنهما يشتركان في تسيير الحياة الزوجية، هذا ما نحتاجه الآن، ولعل ما تسبب في حرماننا من هذا التآلف هو التطور الذي انعكس على تفكير الكثير منا بشأن الحياة الأسرية، فلا ننكر أهمية العلم والتطور الذي وصلنا إليه لكننا نستنكر ما وصل إليه الحال من الاستخدام الخاطئ لهذا التطور، خاصة ما يجعلنا نتفنن في إيجاد الطرق التي يحارب بها كل طرف من أجل إثبات الانتصار المعنوي أو المادي على الآخر، فلسنا في حرب أو نزاع، لسنا بشأن قضية يجب إعلان حكم بالإدانة فيها، كيان الأسرة أكبر من أن يتم ربطه بأمور ما أنزل الله بها من سلطان، والحياة الخاصة لها من الأهمية ما يجعلها تحتل المراتب الأولى من الاهتمام والبحث عن الحلول لا عن الأسلحة، فلنعيد النظر جميعاً إلى طرق تعاملنا مع الأزمات، هل يحاول كل منا ارتداء ثوب طبيعته، هل يحاول الرجل أن يجعل المرأة بجانبه لتشاركه كما خلقت من أجل ذلك؟.. هل تحاول المرأة السير مع الرجل ومرافقته ومساعدته بدلاً من أن تكون خصماً له؟ إن الأمر لا يحتاج سوى لبضع دقائق يعلن فيها الرجل أنه على أتم الاستعداد لحماية زوجته من أي تمييز ضدها، وفي المقابل تعلن الزوجة قبولها للسير معه على أية حال والانصياع لتوجيهاته تمسكاً به قبل أن يكون طاعة له وخضوعاً لسلطته.. الأمر يحتاج فقط للعقلانية وإعلاء مصلحة الأسرة وترك النزاعات والرغبة في تحقيق الانتصارات الوهمية التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع.. وفقنا الله وإياكم في حياتنا الأسرية وأعاننا على الحفاظ عليها، وجعل بين جميع الأسر ميثاقاً غليظاً.

تعليقات