لماذا لا تستمر روعة البدايات بين الزوجين؟
لماذا لا تستمر روعة البدايات بين الزوجين؟
لعلنا سمعنا كثيراً عن ما يُسمى بروعة البدايات، فغالباً ما يكون الزوجين على معرفة ببعضهما قبل الزواج بفترة ليست بالقليلة وفي هذه الفترة تشهد العلاقة أزهى لحظاتها ودائماً ما تكون هذه الفترة هي الأقرب إلى القلوب حيث يعيش الطرفين حالة من السعادة البالغة ويحاول كل منهما إظهار حبه للآخر دون أية مشاكل، وحتى في حالة حدوث خلاف يستعد كل منهما لتقديم تنازلات لحل المشكلة، وفيما يلي سوف نستعرض أهم الأسباب التي تجعل البدايات هي الأجمل سواء في الفترة السابقة على الزواج أو في الفترة الأولى بعد إتمام الزواج..
لعلنا سمعنا كثيراً عن ما يُسمى بروعة البدايات، فغالباً ما يكون الزوجين على معرفة ببعضهما قبل الزواج بفترة ليست بالقليلة وفي هذه الفترة تشهد العلاقة أزهى لحظاتها ودائماً ما تكون هذه الفترة هي الأقرب إلى القلوب حيث يعيش الطرفين حالة من السعادة البالغة ويحاول كل منهما إظهار حبه للآخر دون أية مشاكل، وحتى في حالة حدوث خلاف يستعد كل منهما لتقديم تنازلات لحل المشكلة، وفيما يلي سوف نستعرض أهم الأسباب التي تجعل البدايات هي الأجمل سواء في الفترة السابقة على الزواج أو في الفترة الأولى بعد إتمام الزواج..
- الاهتمام
- التفاهم
- التركيز على إظهار المميزات
كل بند من البنود الثلاثة يمثل سبباً هاماً في كون الفترة الأولى مثالية لدرجة تكاد تدفع البعض للجزم بأن تلك العلاقة ستكون ناجحة لا محالة، ولكن سرعان ما تبدأ الخلافات في الظهور بمجرد تقارب الزوجين بشكل أكبر، والآن علينا أن نتحدث عن كل سبب من الأسباب الثلاثة بشكل مستقل..
- الاهتمام
تتميز البدايات بكثرة الاهتمام من جانب الطرفين حيث يتسابق كل منهما على إظهار الود والحب والاهتمام للشريك الآخر، كما أن الشغف الناتج عن رغبة كل منهما في استكشاف شخصية الآخر يجعله في حالة استعداد لبذل أي جهد في سبيل التقرب منه واكتساب ثقته، إلا أن الاهتمام الزائد في البداية يؤثر على العلاقة بالسلب في الفترات اللاحقة.. ويرجع ذلك لأن الطرف الذي يقدم الاهتمام لا يستطيع الاستمرار على نفس النهج، حيث أنه يتوقف قليلاً بمجرد وصوله لأكبر قدر ممكن من الدراية والمعرفة بشخصية الطرف الآخر فيتوقف الشغف ويقل الاهتمام هذا من جانب، ومن جانب آخر يتأثر الشريك بتغير الأسلوب فبعد أن كان الاهتمام زائداً للحد الذي يجعل الحياة تتلخص في وجود الشريك أصبح الوضع أقرب إلى الملل والروتين.
كيفية الحفاظ على الاهتمام؟
الحفاظ على الاهتمام لا يحتاج سوى فكرة بسيطة وهي أن الشريك ما هو إلا بشر يصيب ويخطئ، به مميزات وعيوب أيضاً، فلا هو ملك منزل ولا هو بشر منزه عن الأخطاء ومن ثم فليس من المعقول أن تتخيل عزيزي القارئ أن شريكك خالِ من العيوب حتى لو لم تستكشف ذلك في البداية حيث أن المعرفة لا تأتي دفعة واحدة ولكن مع المرافقة والمعاشرة يستطيع كل طرف التعرف أكثر على شخصية الآخر لذلك علينا جميعاً ألا نظن أن الشخص الذي أمامنا بلا عيوب.
الحفاظ على الاهتمام لا يحتاج سوى فكرة بسيطة وهي أن الشريك ما هو إلا بشر يصيب ويخطئ، به مميزات وعيوب أيضاً، فلا هو ملك منزل ولا هو بشر منزه عن الأخطاء ومن ثم فليس من المعقول أن تتخيل عزيزي القارئ أن شريكك خالِ من العيوب حتى لو لم تستكشف ذلك في البداية حيث أن المعرفة لا تأتي دفعة واحدة ولكن مع المرافقة والمعاشرة يستطيع كل طرف التعرف أكثر على شخصية الآخر لذلك علينا جميعاً ألا نظن أن الشخص الذي أمامنا بلا عيوب.
مثال على الاهتمام
لقت ذكر الدكتور إبراهيم الفقي المدرب والمحاضر العالمي في التنمية البشرية في إحدى محاضراته بنادي النجاح مثالاً عن الاهتمام بين الزوجين في فترة ما قبل الزواج وما بعدها، فتحدث عن حياته هو وزوجته قائلاً: “عندما كنت شاباً وأردتُ أن أذهب أنا وخطيبتي للكافيتريا وقامت هي بطلب عصير البرتقال بينما طلبت أنا فنجان القهوة، فإذا بذبابة تقع في عصير البرتقال.. فقال ساخراً طلبت لها عصير آخر وقلت بيني وبين نفسي سنذهب للمنزل سيراً على الأقدام.. ثم أكمل حديثه قائلاً أنه في هذه الفترة لا يتردد أي شاب في بذل كل ما يريد من أجل شريكته ولو كان الأمر بعد الزواج بفترة لاختلف كثيراً، ثم انتقل للحديث عن فترة الزواج وقال لم لا نعطي نفس الاهتمام للشريك في الفترة اللاحقة، بل إننا يجب أن نزيد من الاهتمام بشكل أكبر لأن الشريك أصبح رفيق العمر، ثم اختتم حديثه قائلاً أنا متزوج منذ أكثر من ثلاثين عاماً ولازالت زوجتي تحظى بالنصيب الأكبر من اهتماماتي ولازلت حتى اليوم إذا تعرضت زوجتي للمرض أقوم بإعداد الطعام وتقديمه لها وهي في فراشها فنال إشادة وتحية جميع الحضور..”
لقت ذكر الدكتور إبراهيم الفقي المدرب والمحاضر العالمي في التنمية البشرية في إحدى محاضراته بنادي النجاح مثالاً عن الاهتمام بين الزوجين في فترة ما قبل الزواج وما بعدها، فتحدث عن حياته هو وزوجته قائلاً: “عندما كنت شاباً وأردتُ أن أذهب أنا وخطيبتي للكافيتريا وقامت هي بطلب عصير البرتقال بينما طلبت أنا فنجان القهوة، فإذا بذبابة تقع في عصير البرتقال.. فقال ساخراً طلبت لها عصير آخر وقلت بيني وبين نفسي سنذهب للمنزل سيراً على الأقدام.. ثم أكمل حديثه قائلاً أنه في هذه الفترة لا يتردد أي شاب في بذل كل ما يريد من أجل شريكته ولو كان الأمر بعد الزواج بفترة لاختلف كثيراً، ثم انتقل للحديث عن فترة الزواج وقال لم لا نعطي نفس الاهتمام للشريك في الفترة اللاحقة، بل إننا يجب أن نزيد من الاهتمام بشكل أكبر لأن الشريك أصبح رفيق العمر، ثم اختتم حديثه قائلاً أنا متزوج منذ أكثر من ثلاثين عاماً ولازالت زوجتي تحظى بالنصيب الأكبر من اهتماماتي ولازلت حتى اليوم إذا تعرضت زوجتي للمرض أقوم بإعداد الطعام وتقديمه لها وهي في فراشها فنال إشادة وتحية جميع الحضور..”
المثال السابق لا يحتاج في تطبيقه إلا لنفس الفكرة التي اعتمد عليها الدكتور إبراهيم الفقي في أن الاحترام يجلب الاهتمام..
- التفاهم
التفاهم بين الزوجين لا يحتاج لكثير من المجهود وإنما يحتاج فقط لاستماع كل منهما لرأي الآخر وخلق نوع من الحوار الهادئ، فلا شك أن الاستماع ينعكس بالإيجاب على الحالة المعنوية للطرفين فهو يسمح بوجود فرصة للنقاش بشكل فعال ويدرأ العناد والتشدد..
التفاهم يجلب الاحترام
من النتائج الإيجابية لسماع كل طرف للآخر أن ذلك يولد الاحترام بينهما وينتج لغة حوار سهلة بين الزوجين، وهذا ما يساعد في تجاوز أي منهما عن مساوئ الآخر أو إبدائها له بأسلوب يشجع على الإصلاح دون تجريح أو تشويه.
من النتائج الإيجابية لسماع كل طرف للآخر أن ذلك يولد الاحترام بينهما وينتج لغة حوار سهلة بين الزوجين، وهذا ما يساعد في تجاوز أي منهما عن مساوئ الآخر أو إبدائها له بأسلوب يشجع على الإصلاح دون تجريح أو تشويه.
ولعل هذا ما يحدث في البدايات حيث يحرص كل طرف على اختيار الأسلوب المناسب للحديث مع الآخر، بل إن البعض قد يكون مستعداً للتجاوز عن أية أخطاء رغبة في إرضاء شريكه.
التوافق والتفاهم
التوافق وليد التفاهم.. قد يبدو للبعض وحدة المفهوم أو المصطلح لكن الأمر ليس كذلك فالتفاهم هو مقدمة والتوافق نتيجة، ولعل أكثر الأمور دلالة على ذلك أن التوافق لا يُتصور وجوده دون تفاهم سابق بينهما وتعزيز للغة الحوار والنقاش والنقد البنَّاء، هذا تحديداً ما يميز بداية العلاقة بين الزوجين فكل منهما يسعى لتعزيز رصيده لدى الآخر وهذا ما يساعد على التوافق.
التوافق وليد التفاهم.. قد يبدو للبعض وحدة المفهوم أو المصطلح لكن الأمر ليس كذلك فالتفاهم هو مقدمة والتوافق نتيجة، ولعل أكثر الأمور دلالة على ذلك أن التوافق لا يُتصور وجوده دون تفاهم سابق بينهما وتعزيز للغة الحوار والنقاش والنقد البنَّاء، هذا تحديداً ما يميز بداية العلاقة بين الزوجين فكل منهما يسعى لتعزيز رصيده لدى الآخر وهذا ما يساعد على التوافق.
- التركيز على إظهار المميزات
من أكثر الأمور التي تزيد من احتمال حدوث الخلافات هو حرص كل منهما على الظهور بأفضل مظهر أمام الآخر في البدايات، حيث يسعى كل منهما لإبراز مميزاته لينال رغبة في نيل رضا الطرف الآخر، ومع التعود على تلك المميزات يجدان صعوبة في التكيف مع الصفات الحقيقية التي تنكشف مع مرور الوقت، ومن هذا المنطلق نجد أن الحالة المزاجية لهما قد تغيرت نتيجة الفارق الملحوظ بين شخصية الشريك في البداية والشخصية التي صار عليها مع مرور الوقت..
ما هو سر التحول..؟
يتساءل الكثير عن سر التحول الذي يحدث في شخصية أحد الزوجين مما يؤدي في كثير من الأحيان لتذمر الطرف الآخر، ولعلنا نجد الإجابة في أنه لا يحدث تحول أصلاً..!!
أعلم أن الإجابة قد تكون مدهشة بعض الشيء.. بل إنني على يقين أنها حقاً كذلك، لكن إذا دققنا النظر إلى شخصية كل من الطرفين بعيداً عن الآخر سنجد أنها تتطابق تماماً مع الشخصية التي نراها بعد مرور فترة على الزواج..
يتساءل الكثير عن سر التحول الذي يحدث في شخصية أحد الزوجين مما يؤدي في كثير من الأحيان لتذمر الطرف الآخر، ولعلنا نجد الإجابة في أنه لا يحدث تحول أصلاً..!!
أعلم أن الإجابة قد تكون مدهشة بعض الشيء.. بل إنني على يقين أنها حقاً كذلك، لكن إذا دققنا النظر إلى شخصية كل من الطرفين بعيداً عن الآخر سنجد أنها تتطابق تماماً مع الشخصية التي نراها بعد مرور فترة على الزواج..
ما الذي يحدث بعد ذلك؟
بمجرد التقاء الطرفين هنا يحدث التحول.. ولكنه تحول مؤقت ومحدود ينحصر في نطاق تعامل الشخص مع شريكه حيث يسعى لتعزيز العلاقة وتقوية الروابط مما يدفعه في كثير من الأحيان لتصنع صفات ومميزات ليست من شخصيته وذلك لكسب مزيد من الثقة من جانب الطرف الآخر..
بمجرد التقاء الطرفين هنا يحدث التحول.. ولكنه تحول مؤقت ومحدود ينحصر في نطاق تعامل الشخص مع شريكه حيث يسعى لتعزيز العلاقة وتقوية الروابط مما يدفعه في كثير من الأحيان لتصنع صفات ومميزات ليست من شخصيته وذلك لكسب مزيد من الثقة من جانب الطرف الآخر..
ما الحل؟
قد لا يتلخص الحل في طرق محددة على سبيل الحصر تُكتب في سطور، وإنما يمكن الحديث عن الآلية التي نتوصل عن طريقها إلى الحل.. فكما أننا نركز كثيراً على البدايات فيجب أن يكون الحل من هذه النقطة.. أي أننا لابد أن نحاول قدر الإمكان الظهور بما لدينا من صفات وما بنا من عيوب حتى نتمكن من الوقوف على أخطاءنا ونستطيع التعرف على نقاط الاتفاق والاختلاف، فالظهور بصفات ليس لنا من شأنه أن يخلق توافق وهمي مبني على أساس خاطئ لا يستمر سوى فترة مؤقتة سرعان ما تنتهي حينما تنكشف الصفات الحقيقية.
قد لا يتلخص الحل في طرق محددة على سبيل الحصر تُكتب في سطور، وإنما يمكن الحديث عن الآلية التي نتوصل عن طريقها إلى الحل.. فكما أننا نركز كثيراً على البدايات فيجب أن يكون الحل من هذه النقطة.. أي أننا لابد أن نحاول قدر الإمكان الظهور بما لدينا من صفات وما بنا من عيوب حتى نتمكن من الوقوف على أخطاءنا ونستطيع التعرف على نقاط الاتفاق والاختلاف، فالظهور بصفات ليس لنا من شأنه أن يخلق توافق وهمي مبني على أساس خاطئ لا يستمر سوى فترة مؤقتة سرعان ما تنتهي حينما تنكشف الصفات الحقيقية.
إن الحديث عن البدايات يحتاج لكثير من التحليل والتدقيق وطرح الحلول الفعَّالة التي تسهم في تجاوز الأزمات والخلافات الناتجة عن الخطأ في التعامل وإبراز الشخصية ظناً أن ذلك سيجلب التوافق، ولعلنا في مقالات لاحقة نتحدث عن مزيد من الطرق والآليات التي تساعد على تجاوز تلك الأخطاء أملاً في الوصول إلى نتائج أفضل.
تعليقات
إرسال تعليق